الراجحي ينتزع صدارة رالي دكار بعد معاناة لاتيجان

في تحوّل دراماتيكي للأحداث، خطف السائق السعودي القدير، يزيد الراجحي، بجدارة واستحقاق، صدارة الترتيب العام المرموق في رالي دكار السعودية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق في مسيرته الحافلة بالإنجازات. جاء هذا التقدم الملحوظ عقب احتلاله المركز الثالث المشرف في المرحلة التاسعة المثيرة التي جرت فعالياتها اليوم، ليطيح بمنافسه العنيد، هينك لاتيجان، الذي عانى من سوء الطالع بعد تعرضه لثقبين مؤسفين في إطارات مركبته.
الراجحي، الذي يقود بكل احترافية سيارة فريق تويوتا أوفردرايف رسينج، أنهى المرحلة بفارق زمني ضئيل تجاوز بالكاد 3 دقائق خلف المتصدر المخضرم، القطري ناصر العطية، المتوج بلقب رالي دكار 5 مرات، والذي انتزع الفوز بالمرحلة التي امتدت لمسافة 357 كيلومترا بين الرياض وحرض. في المقابل، أنهى الجنوب إفريقي لاتيجان المرحلة في مركز متأخر نسبيا، حيث حل في المركز الحادي عشر.
بعد منافسة شرسة ومتقاربة، تقلص الفارق الزمني بين لاتيجان، الذي حافظ على صدارة الترتيب العام منذ المرحلة الثانية، والراجحي إلى 21 ثانية فقط بعد المرحلة التي أقيمت يوم السبت المنصرم. إلا أن فوز الراجحي الساحق يوم أمس الاثنين منحه دفعة قوية مكنته من التقدم بفارق مريح بلغ 5 دقائق و41 ثانية.
وبأداء استثنائي، أنهى الراجحي المرحلة التاسعة متفوقا بفارق زمني كبير يقارب 13 دقيقة كاملة على لاتيجان، وذلك مع تبقي 3 مراحل حاسمة فقط حتى نهاية الرالي المثير. وبذلك، بات الراجحي يتربع على عرش الصدارة بفارق سبع دقائق وتسع ثوانٍ ثمينة، مستفيدا من الصعوبات الجمّة التي واجهها لاتيجان اليوم.
وفي تصريح يعكس خيبة الأمل، قال لاتيجان: "لأكون صريحا وشفافا، أعتبر هذا اليوم كارثة بكل المقاييس. لقد سادت الفوضى العارمة. لقد ضللنا الطريق بعد حوالي 13 كيلومترا. اعتقدنا أننا أخطأنا نقطة الطريق، لكننا نجحنا في الوصول إليها في نهاية المطاف. لم يكن الأمر على ما يرام إطلاقا. وعندما ضللنا الطريق، تعرضنا لثقب مؤسف في أحد الإطارات، ثم تعرضنا لثقب آخر قرب خط النهاية."
وأضاف بحسرة: "لقد كان يوما فوضويا للغاية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكنها ليست نهاية العالم. ما زلنا في خضم المنافسة الشرسة. إلا أنه يوم مخيب للآمال بعض الشيء، ولا يمكن إنكار ذلك."
وفي تطور مؤسف آخر، اضطر جاي بوتيريل، الذي بذل جهودا مضنية وضغوطا هائلة في محاولة للفوز بالمرحلة الثامنة يوم أمس الاثنين، قبل أن ينهيها في المركز الثاني خلف مواطنه لاتيجان، إلى الانسحاب المرير من السباق بعد تعرضه لحادث مؤسف بعد 272 كيلومترا اليوم.
وفي فئة الدراجات النارية، تمكن الأرجنتيني الموهوب، لوسيانو بينافيديس، من تحقيق الفوز بالمرحلة الثانية على التوالي، ليثبت تفوقه وجدارته. واكتفى الفرنسي أدريان فان بيفران بالمركز الثاني مرة أخرى، بينما أنهى متصدر الترتيب العام، دانييل ساندرز، المرحلة في المركز الثالث، ليوسع الفارق في الصدارة ويعزز موقعه.
ونجح الأسترالي ساندرز ببراعة في زيادة الفارق الذي يفصله عن أقرب منافسيه، توشا شارينا، بأكثر من 3 دقائق ثمينة، وذلك بعدما احتل الإسباني المركز السابع المتأخر نسبيا.
وبذلك، يبتعد ساندرز بفارق مريح ومطمئن يبلغ 14 دقيقة و45 ثانية كاملة عن شارينا في الترتيب العام.
ومن المقرر أن تنطلق المرحلة العاشرة الحاسمة من السباق غدا الأربعاء، حيث ستمتد من حرض إلى الشبيطة، وبمسافة إجمالية تبلغ 640 كيلومترا، منها 120 كيلومترا مخصصة للمرحلة الخاصة الخاضعة للتوقيت.